لقد كان لرحيلِ نورالدين اشبيكي عنا جسداً صدمةٌ كبيرةٌ وألمٌ أكبر، فقد كان العمل النقابي بأمسِّ الحاجةِ إلى مثلِ هذا الرجلِ المبدئيِ الشجاعِ .. الوطنيِ .. الجامعِ والمسموعِ والمقبولِ بآرائِه السديدة، .
بالقاعة الكبرى لبلدية الجديدة اقيم حفل تابين لفقيد الطبقة العمالية والشغيلة الفوسفاطية ” نوالدين اشبيكي ” بحضور زوجة المرحوم وابنائه وازيد من 300 مناضل ومناضلة من كل الالوان النقابية المحلية والوطنية .تنوعت الكلمات والخطابات في حق فقيد الحريات العامة ىوالخاصة والديمقراطية الحقيقية والحقوق الاساسية للطبقة العمالية والعدالة والمساواة خطابات تصب في اتجاه رحيل مناضل كرس حياته لغرس مبادئ النضال القائم على الايمان الراسخ بالوحدة النقابية
فنور الدين اشبيكي الاسم الانسان لم يتحدثْ عن دورِه بالشكلِ المطلوبِ من منطلقِ أخلاقياتِه ومناقبِه الجميلةِ في التواضُعِ وعدمِ الاستبدادِ في الرأيِ أو النرجسيةِ وفرضِ القيادةِ على الآخرين. فَمَن يقرأُ الفقيد يستشفُّ مِدى تواضُعِه في عدمِ إِبرازِ دورِه في هذهِ التحولاتِ التي تحتاج إلى توثيق. وهذه مناسبةٌ لِدعوةِ كلِّ مَن ساهمَ قليلاً أو كثيراً بأن يبدأَ في توثيقِ تلك المراحلِ النقابية والسياسيةِ المهمةِ وكتابتِها لتكونَ تراكُماً ضُرورياً للأجيالِ الشابَّةِ الصاعدة، وتُشَكِّلُ رافعةً معنويةً لهم لزيادةِ وَعيِهم وتعزيزِ مبادِئِهم وقناعاتِهم النضالية ، وصولاً إلى قفزاتٍ نوعيةٍ في ممارساتِهم وَهُم قياداتُ المستقبلِ في العمل النقابي النضالي يحتاجونَ إلى تاريخٍ عميقٍ حتى تكونَ لهم جذورٌ عميقةٌ في الأرضِ والذاكرةِ والقِيَمِ لتتمكَّنَ أشجارُهم من النموِّ والصمودِ إلى عَنانِ السماءِ قويةً راسخةً لا تهتزُّ أمامَ الرياحِ المعاديةِ والمؤامراتِ الغادرةِ والقَمعِ والاستبدادِ الذي لا يريدُ للحياة أن تتقدمَ نحوَ الأمام.
كل الخطابات تحدثت عن المواقفِ والصِّفاتِ لهذا المناضل، فيكفي أن عشراتٍ من رِفاقِه وأصدقائِه والنقابات الصديقةِ والشقيقةِ قد أسالوا الأحبارَ وملئوا الصفحاتِ من ذكرياتِهم، وتبيانِ مبدئيةِ ووطنيَّةِ الراحل اشبيكي .
لقد علّمنا اشبيكي نورالدين” كلمة احد المناضلين ” بأن الحياةَ وقفةُ عِزٍّ وإِباءٍ، ونحن على دَربِه سائرون من أجلِ نضال لا يرجِفُ فيه الأمل، نحنُ نسعى إلى وطنٍ تُحتَرَمُ فيه آدميةُ الإنسانِ وحُقوقِه كما شَرَّعَتُها الأديانُ السماويةُ والمواثيقُ الدوليةُ، من أجلِ الديمقراطيةِ الحَقَّةِ والمواطَنَةِ المتساويةِ بينَ الطبقة الشغيلة ، ونبذِ كافَّةِ أشكالِ التمييزِ، من أجلِ التنميةِ الإنسانيةِ المستدامةِ التي يكونُ فيها الإنسانُ وسيلةً وهدفاً في آنٍ واحد.
وفي وَقْفةَ وفاءٍ لمناضلٍ كَرَّسَ حياتَه من أجلِ العاملات والعمال والطبقة الشغيلة الفوسفاطية ، فإنَّ أفضلَ وَفاءٍ لَهُ ونحنُ في هذا الظرفِ العصيبِ الذي يَعْصِفُ بحقوق الشغيلة أن نسيرَ على نَهْجِهِ، نهجِ التمسُّكِ بقوانين الشغل ونبد الكراهية والتميز
رحمهُ اللهُ .نوالدين اشبيكي .. وأسكنَه فسيحَ جناتِه.