مهن في الظل .. حكايات من عوالم وحرف مهددة بالانقراض
حفار القبور هذه المهنة التي لا يزاولها إلا قلة تكتنز بين طياتها أناساً بسطاء يخفون في صدورهم أموراً جليلة وأسرارا عظيمة، تجدهم في غرف صغيرة قرب بوابة المقبرة، ينتظرون ضيوفهم من الموت ليودعوهم مساكنهم الأخيرة يعمهم المساء حيث الهدوء المفزع الذي يحيط بهم من كل مكان، يرون هذا المشهد موقفاً روحانياً ويزداد الإحساس حينما يتجولون بين القبور ويدعون للموتى تارة ولأنفسهم تارة أخرى.. هؤلاء البشر يعملون في المقابر يحفرون القبور ويضعون الموتى فيها قضوا سنوات طوالا في هذا العمل اختلطت فيها الذكريات بين مناظر خوف ورعب وحزن وبين سرور من مشاهد لموتى بتنبؤ عن حسن خاتمة لهم وجوه ملونة لموتى وجثث محترقة وأخرى مقطعة قبور وأموات قصص كثيرة تسكن داخل صدر هذا الرجل خلال مسيرة عمله.