شريحة تعتبر نفسها الحلقة الأضعف في قطاع المقاهي، والفئة الأكثر تهميشا بين جميع الفئات النشيطة على المستوى الوطني، هي عمال المقاهي الذين يضطرون للعمل ساعات طوال قد تصل إلى 11 ساعة، ولا يزالون محرومين من أبسط الحقوق التي يكفلها قانون الشغل بالمغرب.
العامل بالمقاهي أو النادل، أصبح “آلة” يقوم بمهام متعددة من تلبية طلبات الزبناء، وكنس المقهى، وجمع الكراسي وغسل المقهى، بأجر يتراوح ما بين 800 و1000 درهم شهريا، وبدون ضمان اجتماعي لا أي حق من حقوق الشغل. و أن النادل يتقاضى عن كل 11 ساعة عمل 30 درهما، وهناك من عمال المقاهي من يشتغل لسنوات طوال، دون أن يستفيد من الضمان الاجتماعي ويكون مصيره الطرد إذا ما تجرأ وطالب مشغله بحقوقه. و أن عمال المقاهي معرضون لأنواع من المخاطر وحوادث الشغل إذ كثيرا ما يصابون أثناء اشتغالهم بحوادث كثيرة، تؤدي بهم في أحايين كثيرة إلى الغياب الاضطراري، رغم أن مدونة الشغل صنفت الأمر في خانة حادثة الشغل، غير أن أرباب المقاهي لا يهتمون للأمر، إذ يختارون الطرد كخيار سهل في غياب مفتشي الشغل وإهمالهم الواضح لهذه الفئة. وبعد أن كان العمل بالمقاهي مقتصرا فقط على الذكور، دفع الفقر بالإناث أيضا لدخول غمار هذه المهنة، وهو الأمر أتاح لأرباب المقاهي خفض الأجور و مزيدا من الاستغلال و أن قبول النساء للعمل في المقاهي دفعهن للقيام بجميع الأعمال أكثر مما يقوم به الذكور أحيانا، وما يصاحب ذلك من تحرش يومي وسوء معاملة.