في زحام الحياة نحتاج أحيانا إلى أنفسنا، إلى أن نواجه مرآة أرواحنا، هنالك في الزوايا الصامتة، هنالك حيث الأنا والذات، العزلة الجميلة، والوحدة الأجمل، تماما كما يفعل النسر حينما يرتقي عاليا في السماء ويبقى وحيدا، ليقول بأعلى صوته «البعد عن الناس راحة».
العزلة أحيانا تنقي الروح، والوحدة في بعض الوقت تعري الذات أمام الحقيقة، تكون حينها المواجهة المؤلمة، والمكاشفة الواضحة، وألم المحاسبة، وإزعاج صراحة الحقيقة، وكأن الإنسان حينها يمارس عملية الصقل التي يصفها ابن الرومي وصفا جليا ورائعا حينما قال حكمته الرائعة: «كن كالثلج الذائب طهر نفسك من نفسك»، فعلا هي عملية تطهير، وقضية مواجهة للذات، وتمحيص للوجدان، وسبر لكل خطايا الإنسان، وتأمل في ماضي الزمان.
ما أجمل الوحدة المنتجة، وما أجمل العزلة الممحصة، فالبعد عن الناس أمر نحتاجه بين حين وآخر، كما فعل سيد المرسلين حينما كان يتحنث في غار حراء.
حكمة:
«إذا استطعت أن تواجه نفسك فاعلم أنك قد عرفتها حقا»