وعلى الجميع أن يستحضر أن نزول الفريق الدكالي للقسم الثاني ليس نهاية العالم، لكون أعتد الفرق العالمية مرت من نفس التجربة .
لكن هناك سؤال عريض يطرح نفسه * هل إستقالة المكتب المسير في الوقت الراهن هو الحل الأمثل؟
بأي شكل من الأشكال فإن إستقالة المكتب المسير في الظرف الراهن هو أمر متسرع ، وكأنهم يريدون الإفصاح للجميع، أن الفريق نزل للقسم الموالي ونحن لسنا مسؤولين عن ذلك، ويرمون بأسباب أخرى هي التي كانت من وراء نزول الفريق الدكالي .
الفريق لم يسقط اليوم فقط، بل كان ذلك نتاجا لما دار خلال الموسم بأكمله، وألفت الانتباه إلى الآذان الصماء للمكتب المسير، الذي يتخذ أسلوب تسيير أحادي وعشوائي في التعامل مع شؤون الفريق . وهناك عوامل لابد من الانتباه اليها و معالجتها “ الانخراط و التواصل ”
*- حصر الانخراط في عدد قليل جدا، بخلفيات لها علاقة بالتحكم التسييري من جهة وبسهولة استمالة البعض منهم لضمان اصطفافهم وتزكيتهم لعدد من القرارات وترجمتها بالتصويت في محطات الجموع العامة.
لماذا نصدم بضعف عدد المنخرطين وعدم إقبال الجماهير على التسجيل في لوائح الانخراط؟ ماهو دور المنخرط داخل النادي وما هي وظيفته؟ وهل يمكن للشركة الرياضية أن تكون الحل الأمثل لتعويض مؤسسة المنخرط .
وبدل أن يعمل المكتب المسير على إيصال المعلومات والأخبار المتعلقة بكل ما يجري داخله، تسود الشائعات والأخبار غير الدقيقة التي تتعرض أثناء سريانها بين الناس، إلى الزيادة والنقصان والحذف والتأويل والتعديل والتشويه أحيانا.
والتواصل لا يهم المنخرطين فقط، بل يجب أن يطول الجهات المانحة والرأي العام بكل تعبيراته والجمهور المتتبع والمرتبط بالفريق والذي يؤدي كثيرا من قوت يومه ومن راحته النفسية الشخصية والأسرية في سبيل الفريق الذي لا يتردد في إسناده بالتشجيع داخل البلدة وخارجها لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.فحينما تنقطع الصلة بين المنخرط والمكتب المسير، فذاك يعني أن المعلومة صارت تتداول على نطاق دائرة صغيرة ضيقة بما فيها بعض أعضاء المكتب الذين قد يكونون في كثير من الأحيان في وضعية شبيهة بأي متتبع تصله الأخبار من على كراسي المقاهي كما تصل عامة الناس.
وتبقى المسألة المالية أهم ما يستأثر باهتمام الناس وبانشغال المكاتب المسيرة التي تسعى جاهدة ليحظى تسييرها وتدبيرها المالي بموافقة الجمع العام. وبقدر ما يتم التكتم على تفاصيلها خلال التدبير اليومي طيلة الموسم الرياضي، بقدر ما تثير أسئلة الناس واستفساراتهم واعتراضاتهم بل وفي أحيان كثيرة تشكيكاتهم، خاصة مع ما يحيط بالمالية من غموض في كثير من العمليات المرتبطة بصرف النفقات وتبريرها تبريرا محاسباتيا مضبوطا والديون وحجمها ومصادرها وقيمة التعاقدات وغيرها .
ككل سنة، الكلمات نفسها، التشخيص نفسه، المنخرطون باختياراتهم هاته، ساهموا في نقش شاهد قبري فارس دكالة، وها هم الآن منهمكون أحلافا وأفراد في حفر قبر الكيان ودفن تاريخه.