الحلقة الثالثة
عرفت منطقة اولادعمران منذ زمن بعيد بانتشار جملة من الصناعات التقليدية، وقد توطنت هذه الصناعات في عدد كبير من المدن، ولعل من أهم هذه الصناعات صناعة “المنسج “، حيث زولت هذه الصناعة في مناطق متعددة و نساء اولادعمران حيث كن يقمن بنسج ألبستهن وألبسة أسرهن ” بطانية …حايك ..زربية …جلابة …”من داخل منازلهن مستخدمين في ذلك المنسج، التي تعتبر أهم الآلات المستخدمة في عملهن، وهي آلة نسيج يدوية تستخدم منذ أكثر من أربع آلاف سنة في عموم شمال أفريقيا، وعرفت في البدء عند الامازيغ، وأطلقوا عليها اسم الزطا، وما تزال النسوة إلى يومنا هذا يتقن صناعة المنسج، ومازال الناس يستفيدون من المنسج فيصنعون أفضل الأنواع لكي يلبسونها في المناسبات كالأعراس، وتصنع السدى من الخشب ، وتحتوي هذه الآلة مجموعة من الأدوات التي تستعمل في عملية النسج تتمثل في الخلالة وهى آلة حديدية ذات أصابع رقيقة مستوية، تمتد إلى الأمام ولها يد من عود مثبتة في طرفها الأخير عموديا، ولها أسنان مثل المشط وتستعملها الناسجة في تثبيت خيط الطعمة في مكانه من النسيج، والحكـاكة وهي عبارة عن عظم ركبة البعير منحوت ومستوى باطنه ذو ملمس خشن وتستعمل الحكاكة لتنقية نسيج الصوف مما يعلق به من شوائب ونتوءات صوفية، ومجموعة مشابك لشد أطراف النسيج ومنع الارتخاء، وكذا مجموعة حبال حيث يكون الحبل مصنوع من شعر الصوف، ثم تبرم منه خيوط، وتضفر حتى تصبح حبلا وتستعمل لشد وتثبيت آلة المنسج على الحائط.
بعد أن يتم جز الصوف تقوم الناسجة بغسله ومن ثم تنقيته وإزالة كافة الشوائب العالقة به وقد يأخذ هذا العمل زمنا طويلا، مستخدمة في ذلك المشاط وهو لوحة مستطيله في أحد طرفيها أسنان حديدية قائمة، ويستخدم لندف الصوف بعد غسله وتجفيفه، ومن ثم تحويله إلى أشكال طولية صغيرة، ويتم ذلك عن طريق آلة تعرف بالقرداش ويتكون هو الآخر من لوحتين مربعتي الشكل، بكل منهما يد خشبية، وكل لوحة تسمى بالفرد وفوق كل منهما يثبت مربع من الجلد، مزروع فوقه مجموعة كبيرة من الأسنان المدببة معقوفة الاتجاه، عند استخدامه يوضع الصوف فوق إحدى الفردات ويمشط بالأخرى أي أنه يوضع بين ظلفتى القرداش ويسحب العلوي باليد مع تثبيت السفلي على الفخذ وبالتالي تتفتح جميع كتل الصوف ونحصل على طبقة رقيقة من الصوف علي هيئة مربع بعرض القرداش حيث تلف كل طبقة بكلتا اليدين معطيتا شكل القلم، ثم تقوم الصانعة بغزل الصوف عن طريق المغزل، وهو عود رقيق في رأسه دائرة من اللوح.