المهرجان السنوي ملحونيات أزمور.

الكاتب AHMED AANIBA بتاريخ 17/08/2023 على الساعة 11:02 - 868 مشاهدة

بقلم : مولاي عبدالله الفيلالي

على هامش انطلاق المهرجان السنوي ملحونيات أزمور.Bannière - Malhounyat 2023 _1340x250

ارتأينا أن ندلو بدلونا ونغوص في جب هذا الموروث الثقافي المغربي الخاص والجميل، لكن لابد من تغيير زاوية النظار شيء ما حتى نظيف لمسة بسيطة لما سبقتنا من بحوث محترمة في هذا المجال، وليكون سعينا مشكورا بالطبع لازم التحلي والالتزام بالتبصر قصد الانفراد أو ملء ما غفل عنه الغافلون من باحثين في المجال.
كاد الملحون أن يكون لسان المغاربة مقولة مشهورة بالطبع بين حواريي هذا الفن الجميل و المعبر، تعالوا بنا نبحث في سببية هذه العبارة.
ظهر نظم قوافي الملحون قديما بالخصوص في المدن المغربية العتية آسفي، آزمور، مراكش، فاس، مكناس ثم انتقل الى تلمسان و مستغانم بالجزائر عندما لم تكن هناك من حدود، ولتمييزه عن النظم المغربي عرف بالطبع الجزائري ولم يقال له ملحون جزائري، بالطبع هنا لازم نعرج قليلا ونذكر الناظم الصوفي الخضر بن مخلوف وهو من مستغانم وقد اشتهر بقصائد رائعة اشهرها الرؤية يقول في مطلعها: ما هو كذوب مني ولا فخرا… راقد على طهارة قلبي مرتاح… حتى جاتني كبة عمامة خضرا ….بيض من داك لي فزاع على مولاي محمد أسماع. يحكي عن رؤية الرسول في المنام كذلك له قصيدة في الموعظة الحسنة لله توب يا بنادم.
بالطبع ذكر المدن المغربية العتيقة و العريقة هو تذكير بالنشاط الاقتصادي السائد انذاك والذي كان يغلب عليه الاقتصاد الحرفي النجارة، و الذباغة و النسيج التقليدي او ما يسمى بتدرازت، كما لازم نذكر على اهميتها الشكل المعماري لهاته المدن والتي عبارة عن ازقة ضيقة تتسع غالبا عند نهايتها في مكان لعرض السلع تسمى بالدلالة، هنا بالضبط مربط الكلام أسوة بما كان عليه الحال في سوق عكاظ، بالإضافة كذلك لتلك الأزقة الضيقة التي كانت تسمح بانتشار صوت الشادي وكانت تشجع على الإبداع طالما هناك من متلقي، والدليل ان جل النظامين القدامى هم في الأصل حرفيين سيدي قدور العلمي، ولد أرزين، بن علي والقائمة طويلة.
كل فن نابع من الروح لا يموت، هذا سر صيرورة فن الملحون، بالطبع لازم الإشادة بأناس حفظوه حتى اوصلوه لبر الأمان عندما لم تكن هناك وسائل للتسجيل، وهذا هو سر بقاء هذا الفن الرائع.
فن الملحون يرتكز على ركائز ثابتة أهمها النظم ثم الحفظ و الإنشاد، كما لازم ذكر بغض المتغيرات التي طرأت في السبعينات من تغييرات في التوزيع الموسيقي المألوف عند السماع على سبيل الذكر ما جاء به المرحوم مولاي عبد الكريم الفيلالي حين غير النمط الموسيقي لبعض القصائد الملحونية الراءعة كقصيدة التوسل لسيدي قدور العلمي و قصيدة الحراز، كذلك ما جاءت به مجموعة جيل جلالة قصيدة الشمعة لإبن علي و قصيدة سير أناكر الإحسان.
ذكر فن الملحون مرتبط فعليا بذكر اسماء طبعت هذا الموروث بأداء رائع نكتفي بذكر ما سبق من أمثال التولالي و كنون، ونذكر كذلك الناظم والباحث سوهوم.
الخاتمة بالطبع تخصص لهذا الجيل الثالت الذي ظل مستميتا من أجل المحافظة هلى هذا الثرات شباب صدقوا الله اليوم كشموع تحترق من أجل تنوير ساحات المهرجانات و المحطة الآن مهرجان آزمور للملحونيات.



مواضيع من نفس القائمة

أضف تعليقك

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.